متاعب مهنة التعليم

متاعب مهنة التعليم 



نحن جيل السبعينات حصلنا على البكالوريا في التسعينات بميزات جيدة لنجد أنفسنا بين أحضان مراكز تكوين المعلمين والمعلمات، حيث قضينا بها أمتع اللحظات. عروض ودروس، مسابقات ومسرحيات، وبين كل هذا وذاك ألف حكاية ورواية.

هنا بدأت أحلامنا تترنح، وطموحاتنا تتوسع ... غسلوا أدمغتنا بالنظريات و البيداغوجيات، و باركوا لنا رقم تأجير سيلازمنا حتى القبر. أخبرونا أن المجتمع سيحترمنا، فإذا به يقدرنا وينتقدنا، فصرنا أبطالا للنكتة و التندر، ونموذجا للتقدير والاحترام . أرسلونا، فيما يشبه النفي، إلى الفيافي و الصحاري و الجبال، بنوا لنا براريك سموها أقساما، و أقفاصا بلا مراحيض. لا ماء ولا كهرباء.

 شموع ودموع......... أنين وحنين .........وديان الماء ونجوم السماء .

أنا ها هنا يا حبيبتي تطوان، عذرا لك. لقد غيرت العنوان في مرحلة العنفوان،وطلقتك رجعيا مـنـذ زمــان،فاشتقت لكؤوس الشاي بمنتج بوعنان وشوارع الفدان، ولرمالك الشاطئية خلال العطلة الصيفية ، فبلغي سلامي للأهل والإخوان، ولا تجزعي فسألتقي بك ثانية، رغم التضاريس العاتية، والظروف القاسية. فهل تسمعين ندائيه ؟؟؟؟؟؟؟ لا تبك عينك يا منير، واشتغل بمبدأ الضمير، بعيدا عن رضى المدير، حتى أشقاؤك بين الجبال معينون، وما استقر بهم مقام، فبلغ الرسالة ، وحافظ على الأمانة ، رغم البعد عن الحضارة، فقد حاربت ويلات البطالة، واحلم بمستقبل كريم، فالطير وهي حبيسة تشدو وتزقزق يا أمير.

قطعنا مئات الكيلومترات على متن الحافلات والسيارات والشاحنات وبعض الحيوانات. مشينا على الأقدام في المرتفعات والمنحدرات والمنعرجات. هاجمتنا الكلاب الضالة، وأزعجتنا العقارب والأفاعي السامة، قاتلنا الفئران وأغلقنا البنيان ... استجدينا الخبز والماء... بتنا في الخلاء ... أبكتنا العزلة و الحنين ...وانتظارات السنين.

حضرنا الجذاذات وربينا الدجاجات وشربنا الحليب من الزجاجات ... اشتغلنا مع المعلمات وزودناهن بالمعلومات وقت الأزمات ورفعنا لهن المعنويات لمواصلة المشوار وعدم الرجوع إلى الدار عبر الكار أو القطار، حتى انسجمن مع الواقع الجديد الذي لا مفر منه. صمدنا... انتقلنا من الجبل إلى السهل ... حاربنا الأمية ... صنعنا جيلا يقرأ ... يكتب ... يعي ... نظموا لنا الامتحانات المهنية، نجحنا في السلاليم تباعا، وتحسنت ظروفنا المادية فاقتسمنا حوالاتنا مع وسائل النقل وشبكة الاتصالات ومساعدة إخواننا في مشوارهم الدراسي......!

عاد بلمختار وهو في نهاية المشوار ليبحث عن منهجية الإصلاح التي سيختار لتصحيح المسار، فاقترح المشاورات لمعرفة الانطباعات والمقترحات لمواكبة التطورات... شهرت بنا المنابر الإعلامية، وقالت: هذا هو حال المنظومة التعليمية، بمجرد أحداث انعزالية ...،

ولأن الأمل في الله دوما قائم، و من أجل رد الاعتبار، فإننا لم نتعب يوما من حمل الرسالة النبيلة و بإصرار.

ومن لم يعجبه قلمي، أبلغ له سلامي، أنا فقط عبرت عن آلامي وأحزاني في غابر أزماني. ولا زلت في منتصف مشواري، وقد تغيرت أحوالي. ومن لا يعرفني فعار عليه أن يتهمني.
المهنة ( موعاااااااااااااليم! ) وأفـــــــــــتـــــــــــــــخـــــــر.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-